إسرائيل تشن ضربات جوية على جنوب لبنان رغم اتفاق وقف النار

إسرائيل تشن ضربات جوية على جنوب لبنان رغم اتفاق وقف النار
إسرائيل تشن ضربات جوية على جنوب لبنان

شنّت الطائرات الحربية الإسرائيلية، اليوم الخميس، سلسلة من الغارات الجوية العنيفة على منطقة النبطية جنوب لبنان، وفق ما أفادت الوكالة الوطنية للإعلام الرسمية. 

واستهدفت الغارات، التي بدأت عند الساعة 11:15 صباحًا بالتوقيت المحلي (09:15 بتوقيت غرينتش)، الأودية والمرتفعات الحرجية بين بلدات كفرتبنيت، النبطية الفوقا، وكفررمان، في هجوم هو الأوسع منذ أسابيع رغم سريان اتفاق وقف إطلاق النار المبرم أواخر العام الماضي.

وأحدثت الغارات الإسرائيلية، التي نفذت على دفعتين، انفجارات هائلة ترددت أصداؤها في مختلف أرجاء النبطية ومحيطها، ما تسبب بحالة من الذعر في صفوف السكان، خصوصًا في المدارس. 

وأفادت الوكالة بأن الأهالي هرعوا لإخراج أطفالهم من الصفوف وسط زحمة سير خانقة، فيما توجهت عشرات سيارات الإسعاف إلى المناطق المستهدفة دون ورود أنباء مؤكدة عن وقوع إصابات حتى اللحظة.

وأكد الطبيب جمال صباغ (29 عامًا)، الذي كان يقوم بجولة صحية في إحدى مدارس بلدة شوكين المجاورة، لوكالة فرانس برس، أن الضربات وقعت في محيط النبطية، قائلاً: "سمعنا دويًا قويًا، نحو عشر ضربات متتالية، وأصيب الأطفال والأساتذة بحالة من الهلع والإرباك الشديد".

اتفاق هش وتهديدات مستمرة

تأتي هذه الضربات بعد مرور أكثر من خمسة أشهر على دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ، والذي تم التوصل إليه بوساطة أميركية وفرنسية في 27 نوفمبر الماضي، بعد عام من المواجهات المتقطعة بين الجيش الإسرائيلي وحزب الله في أعقاب الحرب في قطاع غزة. 

ونص الاتفاق حينها على انسحاب حزب الله من جنوب نهر الليطاني وتفكيك بنيته العسكرية في تلك المنطقة، مقابل انسحاب القوات الإسرائيلية من بعض المواقع الحدودية التي توغلت فيها، باستثناء خمس تلال استراتيجية لا تزال تحت سيطرتها.

ورغم ذلك، تواصل إسرائيل تنفيذ ضربات جوية قالت إنها تستهدف "بنى تحتية" لحزب الله أو مواقع يعتقد أنها تؤوي عناصر تابعة له، ما يهدد بتقويض الاتفاق الهش، ويعيد التوتر إلى الواجهة في الجنوب اللبناني.

اغتيال قيادي في حماس

وجاءت الغارات الإسرائيلية بعد أقل من 24 ساعة على اغتيال خالد أحمد الأحمد، القيادي في الجناح العسكري لحركة حماس، في غارة استهدفت سيارته في مدينة صيدا. 

وأكد الجيش الإسرائيلي مسؤوليته عن العملية، زاعمًا أن الأحمد كان يشغل "منصب مسؤول عمليات حماس في القطاع الغربي في لبنان"، وأن أنشطته مثّلت تهديدًا مباشرًا لأمن إسرائيل.

وفي ظل هذا التصعيد، تتكثف الضغوط الغربية، خصوصًا الأميركية، على السلطات اللبنانية لنزع سلاح حزب الله، الذي تعرّض، بحسب تقارير إسرائيلية وغربية، لخسائر كبيرة في قدراته العسكرية والقيادية خلال الأشهر الأخيرة من الحرب مع إسرائيل. 

ورغم تأكيد الدولة اللبنانية التزامها بحصر السلاح بيد الجيش، فإن الواقع على الأرض يشير إلى هشاشة الاتفاق وضعف قدرة الدولة على فرض سيطرتها الكاملة في الجنوب.

 



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية